يحدث في الجولان - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


يحدث في الجولان
نبيه الحلبي – 31\07\2008

يحدث أن ينضم وبالتزامن مع مخيم الشام السنوي ,مهرجان عنوانه... إلى الجولان... ويحدث أن تتحول الميخالات "حاويات التفاح" في ساحة المغار يق إلى اكبر وأجمل مسرح صنع في الجولان.
ملفت في الجولان العدد الكبير من الخريجين والأكاديميين. والملفت أكثر عدد ومستوى الفنانين من رسامين ونحاتين وموسيقيين ومسرحيين وكتاب وشعراء..
وبالتالي صار يحدث في الجولان أن يستطيع مركز فاتح المدرس بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الخدمية والفنية .من أن ينفذ هكذا تظاهرة فنية ثقافية وهكذا مهرجان بمستوى المدن الحضارية الكبرى.
ولا مجال للمقارنة هنا بين مهرجان خطابي تقليدي .تقف فيه مكرها لسماع بعض الخطب المكررة .أو تقف مبتهجا أمام كاميرات التلفاز ليصوروك.وبين مهرجان فني ثقافي تذهب إليه وعائلتك سعيدا طامعا بالحصول منه على جرعة من التشويق والفن .ومن العودة مع مسرحه أو دبكته إلى أصالتك وعبق ترابك.
في المهرجان في ساحة المغاريق ستقف خلف المصور وخلف كمرته ..فلا تزعل.. لان الأخيرة ستوثق هكذا حدث جمالي راقي تعرض فيه فلسطين المغتصبة خيرة مبدعيها وفنانيها. وتعطينا فرقها المميزة من قلبها النازف نفحة حب وتناغم أن بيننا كثير من الفرح وكثير من الحزن وقليل من التواصل .
في سهل المغاريق يحدث أن تاريخا طويلا مر به ولم يفارقه بعد..بشر أتوه حبا وشوقا فأبدعوا ..صنعوا أقدم تمثال في الأرض قبل عشرات آلاف السنين.. صنعوا الرماح والسهام واصطادوا الفرائس .رسموا على جدران المغائر انتمائهم للسهل الغني..إليه التجأنا فزرعناه فأطعمنا..وأتى بشتلة تفاح ابن له .حلم بمستقبل أفضل فعانقه السهل وافترش له حضنه ليمتلئ بساط الشجر الأخضر بالتفاح. وها هو يأتيه ابن الابن ليحتفل فيه بالحياة والتواصل ورد الجميل لمن أبدع وأعطى ولا يزال يعطي..
فيا دمشق يا عاصمة الثقافة العربية انظري جنوبا قليلا وقليلا إلى غربك..وقليلا إلى من تتجاهليهم..سترين أن لك ابنا اسمه الجولان لايزال متمردا ثائرا رغم أسره . يتقن فن الدبكة والسخرية في المسرح تماما كما يتقن فن المقاومة والصمود..يتقن رسم حزنه وفرحه والغناء فوق جرحه تماما كما يتقن قطف التفاح وخطف الشهادات العلمية ....

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا